الحياة الكشفية ترتبط ارتباطا وثيقاً بالبيئة وبالطبيعة على وجه الخصوص, حيث أن الحياة في الخلاء من أهم أركان الطريقة الكشفية, حتى أن البعض يقول: لا كشفية بدون حياة الخلاء, واهتمام الحركة الكشفية بالمحافظة على البيئة وحمايتها ليس موضوعاً مستحدثاً تتشدق به اليوم في موجة النداءات المتزايدة لحماية البيئة والمحافظة عليها من جميع أشكال التلوث,
حيث أننا نجد أن مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول لم يترك مجالاً في كتبه التي أصدرها للكشافة منذ عام 1907م إلا ونوه عن قضية الاهتمام بالبيئة وصيانتها, حتى أصبح الكشاف ملتزماً بتقاليد خاصة عند الخروج إلى الطبيعة والخلاء وهي:
عدم ترك أي نفايات, وأخذ مخلفات نزهتك, وغيرها من النفايات معك إلى البيت للتخلص منها.
لا تلوث الماء, فهو ثمين وحيوي, ولا تغسل الأطباق, أو تستخدم ماء يستسقى منه آخرون.
صن الحياة البرية من حيوانات ونباتات, فالطيور وبيضها, والحيوانات والنباتات البرية والأشجار يجب أن تترك وشأنها.
اطمر كل الحفر والخنادق التي حفرتها أثناء مخيمك الخلوي, وأعد العشب الذي اقتلعته إلى مكانه ورطبه بالماء حتى يعاود نموه.
لا تضرم النار أبداً بالقرب من كلأ يابس أو أكداس من القش أو الهشيم تجنباً لإحداث حرائق في البرية .
من ذلك ندرك أن البيئة هي حياة الكشاف وبيته ومتعته, فالكشاف يملكها ملكية خاصة كما يملكها غير الكشافين ملكية عامة,
والكشاف موكل إليه رعاية بيته المتمثل في الطبيعة الغناء الرحبة التي تتجلى فيها قدرة الخالق وعظمته , ودلائل إبداعه في صنعته.
وعندما صاغ مؤسس الكشفية قانون الحركة الكشفية أورد فيه بنداً رئيسياً يتعلق بالبيئة هو أن الكشاف رفيق بالنبات, رفيق بالحيوان,
لذا نجد أن كل كشاف حريص على أن يتمثل هذا البند السلوكي في خلقه وتصرفاته محققاً بذلك التزامه الأدبي بقانون الكشافة، وبتقاليد المحافظة على البيئة.