فعالية برنامج ترويحي رياضي على ترشيد السلوكيات الصحية للأطفال المعاقين عقليا
بحث مقدم ضمن متطلبات الحصول على
درجةدكتوراه الفلسفة في التربية الرياضية
إعـدادالباحث
عبد التواب محمود عبد التواب إبراهيم
إشــراف
دكـتـور سلـوى عبـد الهـادي شـكـيـب
أستاذ التمرينات ورئيس قسم الترويح الرياضى بكلية التربية الرياضية جامعة طنطا
دكـتـورصبحـي محمد محمدسـراج
مدرس بقسم الترويح الرياضى بكلية التربية الرياضيةجامعة طنطا
1427هـ - 2006م
المكتبة الالكترونية
أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة
www.gulfkids.comالملخص
مقدمة البحث:
إن الخواص أو ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين ) هم أولئك الأشخاص الذين يكون مستوى قدراتهم البدنية أو الحسية أو الذهنية أو السلوكية أقل من المستوى الشائع في المجتمع ، بحيث يستوجب هذا الاختلاف إعداد برامج تربوية وتأهيلية خاصة لاستغلال هذه القدرات وتطويرها إلي أقصي حد ممكن.
ومما لاشك فيه أن ممارسة الأنشطة الرياضية بالطرق الصحيحة التربوية تؤثر على الفرد وتكسبه اتجاهات وقيما وسلوكيات سليمة تجعله يتواءم مع نفسه ومع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ، حيث تلعب الأنشطة الرياضية المتنوعة دورا هاما في تنمية نواحي النقص لدي الأفراد فإذا فقد الإنسان قدرته على التمتع بأي جانب من جوانب الحياة فإن هذه الأنشطة تعوضه من خلال شعوره بإمكانياته أثناء الممارسة.
ولقد زاد الاهتمام بفئات المعاقين في العالم حيث يقدر عددهم بعشر سكان العالم ، ويؤكد أحدث تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وجود ستة ملايين معاق في مصرهذه الأسباب جعلت المجتمعات المتحضرة تنظر إلي المعاقين نظرة أكثر تفاؤلا مما كانت عليه في الماضي ، وأعطتهم الفرصة للمشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ومساهماتهم في نهضة بلدانهم.
مشكلةالبحث:
يحتل الترويح الرياضي بأنواعه المختلفة مكان الصدارة في برامج الترويح ، ولاشك أن للمعاقين الحق في الممارسة لكافة أنواع الترويح بالطرق المشروعة في مجتمعنا الإسلامي وذلك وفق إمكانياتهم وظروف إعاقتهم ، وتسهم تلك الأنشطة الترويحية في الاتجاهات التنافسية في مجالات رياضة المعاقين ، علاوة على القيمة العلاجية والوقائية والتشخيصية للترويح في مجالات تحليل الشخصية والسلوك حتى أصبحت حضارات الشعوب تقاس بكيفية استثمار وقت الفراغ .
ومن خلال إطلاع الباحث في مجال الترويح لاحظ أن تركيز أغلب الباحثين ينصب على الأنشطة الترويحية وتأثيرها على الأسوياء بفئاتهم المختلفة ، بينما يندر تناولهم للأنشطة الترويحية وتأثيرها على فئة المعاقين عقليا ، الأمر الذى أثار فكر الباحث نحو تناول إحدى المشكلات التي رأى من وجهة نظره أنها نادرة في المجال الترويحي عامة وفي مجال الترويح والمعاقين عقليا بشكل خاص ، وهى محاولة تطبيق برنامج ترويح رياضي على الأطفال المعاقين عقليا والتعرف على مدى فعالية هذا البرنامج على ترشيد السلوكيات الصحية لأطفال هذه الفئة ، حيث تتناسب الأنواع المتعددة من الألعاب الترويحية البسيطة وطبيعة وعقلية المعاقين عقليا لبساطة قوانينها وبساطة أدائها وأدواتها وأماكن ممارستها.
أهمية البحث والحاجة إليه:
اهتم عدد كبير من العلماء والباحثين بفئة المعاقين عقليا فقاموا بإجراء البحوث والدراسات للتعرف على سلوكهم ودوافعهم وقدراتهم العقلية والبدنية وقد أتضح من نتائج هذه الدراسات أن أطفال هذه الفئة غالبا ما يتميز سلوكهم بالانطواء أو العدوانية نظرا لأنهم يفتقدون الثقة في أنفسهم ولا يستطيعون تقدير واحترام ذواتهم.
وكل طفل متخلف يسلك سلوكيات غير مقبولة ، ومن الضرورى تدريبه وإرشاده لتعديل هذه السلوكيات والإقلاع عنها ، وهذا يحتاج جهدا كبيرا وسعة صدر لتحمل هذا الطفل وما تسببه سلوكياته من متاعب للآخرين ، ويشير تقرير لنقابة الأطباء الأمريكيين إلي أن برامج الترويح تؤدي إلى الإقلال من حالات التوتر العصبي والملل والاكتئاب النفسي والقلق ، وأنها تعمل على تطوير مستوى السلوكيات الصحية لديهم.
ومما سبق تتضح أهمية البحث والحاجة إليه في كونه محاولة لدراسة بعض السلوكيات الصحية للأطفال المعاقين عقليا الذين يظهرون اهتماما قليلا نحو اللعب ويفتقدون الاستقرار النفسي والثبات الانفعالي الذي يترجم إلى شعور بالخوف أو العدوانية في السلوك ، مما دعا الباحث إلى محاولة تناولها بالبحث والدراسة ، وتزداد أهمية البحث والحاجة إليه فيما يأمل الباحث أن يتوصل إليه من نتائج لعلها تصبح بمثابة مرشد عمل للمهتمين بالترويح الرياضى والعلاجى للمعاقين عقليا.
هـدف البحث:
يهدف البحث إلى التعرف على فعالية برنامج ترويحي رياضي على ترشيد السلوكيات الصحية للأطفال المعاقين عقليا من خلال :
- تصميم برنامج ترويحي رياضى يتناسب مع فئة المعاقين عقليا.
- تصميم مقياس للسلوكيات الصحية للأطفال المعاقين عقليا.
- التعرف على فعالية البرنامج الترويحى المقترح على السلوكيات الصحية للأطفال المعاقين عقليا.
فروض البحث:
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس القبلي والقياس البعدى للمجموعة الضابطة فى مقياس السلوك الصحي للأطفال المعاقين عقليا.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس القبلي والقياس البعدى للمجموعة التجريبية فى مقياس السلوك الصحي للأطفال المعاقين عقليا لصالح القياس البعدى.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة فى مقياس السلوك الصحى للأطفال المعاقين عقليا لصالح المجموعة التجريبية.
إجـراءات البحـث:
منهج البحث : استخدم الباحث المنهج التجريبى لملاءمته لطبيعة البحث مطبقا تصميم القياس القبلى البعدى باستخدام مجموعتين تجريبية وأخرى ضابطة.
مجتمع وعينة البحث :
(42) تلميذ تم اختيارهم بالطريقة العمدية من الأطفال المتخلفين عقليا بمدرسة التربية الفكرية بالصفا بمحافظة الدقهلية ، من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم الزمنية من (12- 15) سنة وقد تراوحت نسبة ذكائهم من (60-70) تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين أحدهما تجريبية والأخرى ضابطة وعدد كل منهما(21) تلميذ.
أدوات جمع البيانات :
- الأجهزة والأدوات المستخدمة فى البحث.
- مقياس السلوك الصحي للأطفال المعاقين عقليا ( إعداد الباحث ).
- برنامج الترويح الرياضى المقترح ( إعداد الباحث ).
التجربة الأساسية ( تطبيق البرنامج )
تم تطبيق برنامج الترويح الرياضي المقترح على المجموعة التجريبية فقط ، مدة (12) أسبوع بواقع ثلاث مرات أسبوعيا لمدة (40) دقيقة في كل وحدة من وحدات البرنامج ، فى الفترة الزمنية من 2/10 / 2004م حتى 30 / 12 / 2004م.
الاستخلاصات :
فى ضوء أهداف البحث واستنادا على نتائج البحث ومناقشتها ، وفى حدود عينة البحث أمكن التوصل إلى الاستخلاصات التالية :
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس القبلي والبعدى للمجموعة الضابطة فى مقياس السلوك الصحي للأطفال المعاقين عقليا.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس القبلي والبعدى للمجموعة التجريبية فى مقياس السلوك الصحي للأطفال المعاقين عقليا لصالح القياس البعدى.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة فى مقياس السلوك الصحى للأطفال المعاقين عقليا لصالح المجموعة التجريبية.
- البرنامج له تأثير إيجابي فى تخفيف حدة الانعزالية عند الأطفال المعاقين عقليا عن طريق زيادة التفاعل الاجتماعي والشعور بالقيمة الذاتية والشعور بالانتماء.
- البرنامج الترويحي الرياضى المستخدم في الدراسة أحرز نجاحا ملحوظا وله فعاليته في ترشيد السلوكيات الصحية لدى هؤلاء الأطفال المعاقين عقليا.
- كانت النتائج ايجابية إذ حقق الأطفال مستوى سلوكي جيد في التقدم أجاب على تساؤلات الباحث.
التـوصيـات :
انطلاقا من الاستنتاجات التى توصل إليها الباحث ، وفى حدود عينة البحث والظروف المحيطة بإجراء تجربة البحث ، يوصى الباحث بما يلي :
- ضرورة الاهتمام بإدراج برنامج الترويح الرياضى المقترح ضمن البرامج التربوية لإعـداد الأطفال المعاقين عقليا والبدء به مع هؤلاء الأطفال في سن مبكرة مما يكسبهم سلوكيات صحية مرغوب فيها.
- ضرورة وجود البرامج المقننة والمدروسة والموضوعة على أسس علمية فى المؤسسات التعليمية المختلفة لما لها من تأثير ايجابي وفعالية فى ترشيد السلوكيات الصحية للأطفال المعاقين عقليا.
- تدريب ذوى التخلف العقلي البسيط على شتى الأعمال المهنية المناسبة في مراكز وأقسام التشغيل الموجودة في المدارس والمستشفيات أو بصورة مستقلة.
- تأكيد الدولة على أهمية وضرورة استخدام المستشفيات والعيادات الطبية الأهلية لبرامج الترويح الرياضى والعلاجي والتوسع فى استخدامها.
- يجب استعمال النموذج والمثيرات السمعية والبصرية في تعليم الأطفال المعاقين عقليا واختيار أنشطة تتناسب ومستوى ذكائهم ليتحقق من خلالها فرص النجاح.
- اهتمام وسائل الإعلام بعرض برامج الترويح الرياضية والعلاجية والتأكيد على دورها فى ترشيد السلوكيات الصحية.
- مساهمة المجتمع المحلي ( الأسر والجمعيات الأهلية ) فى توفير فرص وصول ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدارس والأماكن العامة المخصصة لهم.
- الاهتمام بإرسال المتخصصين فى مجال الترويح للمعاقين فى بعثات إلى الدول المتقدمة فى هذا المجال للتزود بالخبرات والتجارب الحديثة فى هذا المجال.
- اعتبار هذه الدراسة نواة للارتكاز عليها لدراسات مشابهة مستقبلا.